بلغت رحلة الألف كيلومترا سيرا على الأقدام التي أطلقها الطلبة السفراء بقرى الأطفال س و س (متطوعون) من رمادة إلى قمرت خلال الفترة من 29 جانفي إلى 11 فيفري 2025، دعما للطفولة الفاقدة للسندة بعد ظهر اليوم الثلاثاء خط الوصول النهائي محققة نجاحا كبيرا في التعريف على نطاق واسع بأهمية الانخراط في منظومة الاقتطاع المالي القار PAP (عبر موقع الجمعية www.sosve.tn) من أجل كفالة 3000 طفل إضافي على لائحة الانتظار للانظمام إلى قائمة المستفيدين من خدمات الجمعية التونسية لقرة الاطفال س و س.
وقد كان في استقبال الطلبة الأبطال في قرية قمرت بتونس العاصمة بعد أن قطعوا مسافات طويلة من المشي قادمين من أربعة مسارات جابت مختلف ولايات الجمهورية مدير عام التعليم العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد سمير بشّة ورئيس الجمعية التونسية لقرى الاطفال س و س السيد محمد مقديش وإطارات الجمعية وجمع من الطلبة المتطوعين الناشطين ضمن نوادي الطلبة السفراء وممثلي وسائل الإعلام.
واعتبر السيد فيصل البقلوطي مستشار بديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد فيصل البقلوطي في كلمة القاها بالمناسبة أن مبادرة الطلبة بإطلاق رحلة ال“PAP” “تعكس قيم التضامن والمسؤولية الاجتماعية التي يتميز بها طلبتنا الأعزاء وهي ليست مجرد مسيرة على الأقدام بل رسالة إنسانية نبيلة تهدف إلى دعم الطفولة المهددة والتحسيس بأهمية الانخراط في منظومة الاقتطاع الآلي القار”.
وأضاف قائلا إن “هؤلاء الطلبة ليسوا فقط سفراء قرى الأطفال س و س بل هم أيضا سفراء للقيم النبيلة التي نريد ترسيخها في منظومتنا الجامعية مشيرا إلى أن اتفاقية الشراكة الممضاة بين الوزارة والجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س ستتيح توسيغ تجربة نوادي الطلبة السفراء لقرى الأطفال س و س داخل الجامعة التونسية وستكون مؤسسات التعليم العالي والخدمات الجامعية فضاء مفتوجا لحملات إعلامية وتضامنية للتعريف بالجمعية وأهدافها.
من جهته قال رئيس الجمعية التونسية لقرى الاطفال س و س السيد محمد مقديش إن دعم السلط العمومية في تونس لمبادرات الجمعية التونسية لقرى الاطفال س و س بمختلف هياكلها ومنها نوادي الطلبة السفراء يساهم بشكل فعال في بلوغ الاهداف التي رسمتها الجمعية لفائدة اكثر من 5 ألاف طفل تتولى رعايتهم وحمايتهم من كافة اشكل التهديد وتطوير عدد المستفيدين من خدماتها في القرى الأربعة (قمرت وسليانة والمحرس واكودة) بالإضافة إلى مكاتب العلا وحاسي الفريد والمناطق الريفية التي تنوي الجمعية تركيز مكاتب فيها في الفترة القادمة مثل منزل بوزيان وعين دراهم وغيرها من المناطق التي ترتفع فيها مؤشرات التهديد على الطفولة بسبب تدني المؤشرات التنموية والاجتماعية.
وفضلا عن النجاح في مناصرة الأطفال المهددين والفاقدين للسند وتحسيس المواطنين بأهمية الانحراط في منظومة الاقتطاع المالي القار PAP التي تمكن من تحقيق استقرار في الموارد المالية للجمعية وبالتالي كفالة أكبر عدد ممكن من الأطفال المحتاجين للرعاية، أسفرت حملة الطلبة المتطوعين عن زيادة بقرابة 850 قسيمة اقتطاع جديدة ما يسمح بإضافة 350 طفلا إلى قائمة الأطفال المستفيدين من خدمات الرعاية والحماية في الجمعية.
ويبلغ إجمالي المحضونين اليوم في القرى الأربعة التابعة للجمعية 5080 طفلا وشابا يتولى رعايتهم فريق من 233 عاملا وإطارا من أمهات ومربين واخصائيين نفسيين واجتماعيين وأعوان إداريين وعملة.
وإلى جانب الانخراط المواطني التلقائي، لقيت مبادرة الطلبة المتطوعين دعم ما لا يقل عن 5 وزارات هي وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية ووزارة الاشباب والرياضة ووزارة الداخلية وقد ساهمت جميعها في تيسير مهمة الطلبة المشاة على المسارات الأربعة على امتداد 14 يوما عبر كل ولايات الجمهورية.
كما كان لهذه التجربة أثر إيجابي على نفسية الطلبة المشاركين وتكوين شخصيتهم وتعزيز الحس المدني والمواطني لديهم وشعورهم بالمسؤولية المجتمعية تجاه شريحة هامة من أبناء هذا الوطن وهي شريحة الأطفال المهدّدين الذين تشير إشعارات مندوبي حماية الطفولة أن عددهم يفوق الثلاثين ألف.
للتذكير فإن مسارات المشي التي قطها الطلبة تمثلت تباعا في : المسار الأول من رمادة إلى صفاقس (مرورا بتطاوين وبن قردان وجرجيس وجربة ومدنين وقابس والصخيرة وبئر علي والمحرس) والمسار الثاني من دوز إلى تونس العاصمة (مرورا بقبلي وتوزر وقفصة وسيدي بوزيد والعلا والقيروان والفحص وزغوان وبن عروس) والمسار الثالث من ماجل بالعباس إلى بنزرت (مرورا بحاسي الفريد والقصرين وتالة وسليانة والكاف وجندوبة وطبرقة وباجة) والمسار الرابع من صفاقس إلى تونس (مرورا باللجم والمهدية وقصر هلال والمنستير وسوسة والنفيضة والحمامات ونابل وبرج السدرية).
