أولا أعذروني أني أكتب بصيغة "النحن" و لكني كتبت لأنقل تجربة نجاح حية وشهادة أثبت من خلالها أن المستحيل ليس في قاموس الشباب.
في البداية كانت مجرد اقتراح ، مجرد فكرة صغيرة ، كانت مجرد كلمات على ورق و قالوا لنا حينها "شاركوا من أجل المشاركة" العبارة التي تسبق أي معركة نريدها خاسرة حتى و لو فيها خيط رفيع من الأمل.
إلا نحن تشبثنا بهذا الخيط الرفيع و قررنا أننا نحن "الشباب" بإمكاننا أن نصنع المعجزات و أن نشارك من أجل الفوز ليس فقط وضع أسمائنا على ورقات سترمى بقدم الزمن ، أردنا أن نحول من الاقتراح حلما و من الفكرة هدفا و من المشاركة انتصارا.
خلال بضعة أيام استطعنا بمجهودات الأساتذة (أستاذي الانغليزية بمعهد الأندلس الخاص بصفاقس) و مجهودات التلامذة ، و لو كانت إمكانياتنا بسيطة و محدودة ، أن نبلور ما دوناه على ورق مبعثر في اجتماع بقاعة المراجعة تصورا و أفكارا ارتأينا أنها ستكون فعالة و تخدمنا في بداية الرحلة نحو هدفنا الذي نصبناه.
و بدأت الرحلة .. و بدأنا العمل و عمليات التصوير و كتابة سيناريوهات التمثيليات الصغيرة و أسئلة الحوارات التي سنجريها ، و انطلقنا في مهاتفة كل الأطراف التي سنجري معها لقاءات صحفية حول موضوع العمل ألا وهو تلوث بحار صفاقس بسبب النفايات البلاستيكية.
كنا ننظر لمدينتنا العظيمة على أنها الجميلة التي لوثتها الأيادي البشرية و من هذه النقطة درسنا المسببات و منها الظاهرة و مظاهرها الى ان وصلنا لطرح أمثلة عملية عن الحلول التي وجدت ، و لو بسيطة ، و الحلول الواجب تواجدها في القريب لحماية صفاقس و اعادة بريقها و نظارتها.
أسبوع من العمل الشاق ، من التصوير و الاجتماعات و اللقاءات و المونتاج و قدمنا كل شيء بوسعنا ماديا و معنويا الى أن أخرجنا مشروعنا بصيغته النهائية و باللغة الانغليزية في شكليه الفيديو المصور و المكتوب.
مشروع فريقنا الذي أعطيناه من الأسماء "درع الحياة" تطرق الى ظاهرة التلوث بفعل البلاستيك في شواطئنا و بحارنا و مرافئنا و كان في مجمله باللغة الانغليزية و ارسلناه الى الهيكل المشرف بالولايات المتحدة "ألغاليتا" و الذين أرسلوا لنا بعد فترة الموافقة الرسمية و اختيارنا في القائمة النهائية لتمثيل الراية الوطنية التونسية و عرض المشروع في المؤتمر الدولي الخاص بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
حلمنا الصغير أصبح حقيقة .. حلم شبابي بسيط حولناه بالعمل و الابداع و الجد الى مشروع صفق له الغرب رغم محدودية الامكانيات المادية و لكن بامكانيات فكرية و طاقات ابداعية ضخمة لا نهاية لها.
انا كاتب المقال ، أحد الأستاذين الذين آمنا بأنه بتلامذتنا نستطيع الوصول لمرتبة بعيدة و مشرفة ليس فقط ان نشارك ، آمنت بتلامذتي و بقدرتنا و بحلمنا ، و أود باسمي أن أشكر زميلي أسامة و تلامذتنا مهدي و نادر و خلود و ريهام و لؤى على تفانيهم و اخلاصهم في العمل و أيضا مدير المعهد السيد حاتم العكاري و المنسق العام لتظاهرة نوارة الحومة بجمعية أرتقي محمد علي عبد اللاوي و كل الزملاء و الأصدقاء الذين شاركونا العمل.
نعم .. سنرفع اسم صفاقس و اسم تونس في الولايات المتحدة الامريكية .. من أجل مدينة افضل .. من أجل مستقبل أنظف