غيب الموت يو الأحد 08 أكتوبر 2017، وزيرة الصحة التونسي سليم شاكر إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز ال56 عاما.
و بعد وفاته تقدم الإعلامي و المستشار المكلف بمكتب الإتصال لدى وزارة شؤون الشباب و الرياضية سنة 2011 الصادق التواتي بأحر التعازي لعائلة الفقيد مؤكدا أنه نجح في إنقاذ حياته عندما كان شاكر وزيرا للشباب و الرياضة.
و في ما يلي نص التدوينة:
سليم شاكر الإنسان ..
منذ ستّ سنوات تحديدا يوم الثلاثاء 11 أكتوبر من سنة 2011 ، كانت الساعة تشير الى التاسعة ليلا، عندما تعرّضت الى نوبة قلبية مفاجئة بمكتبي بديوان وزارة الشباب والرياضة، جرّاء الضغط والإرهاق والتعب، اذكر جيّدا أنّ المغفور له بإذن الله وزير الشباب والرياضة انذاك سليم شاكر الذي فارقنا اليوم اثر نوبة قلبية مفاجئة أيضا، أصرّ على استقدام سيارة اسعاف ونقلي الى مصحة ابن زهر بحيّ الخضراء ثمّ الى مصحّة الأمان بميتيال فيل
اذكر أيضا أني قضيت ليلة عصيبة بقسم الإنعاش تاركا الفقيد رحمه الله وكاتبة الدولة للرياضة مريم الميزوني وأخي سندي كمال وبقية عائلتي وعددا من شرفاء الوزارة، خارجًا في حالة هلع وترقّب يستفسرون عن حالتي الصحية..
على امتداد إقامتي بالمصحّة، زارني وهاتفني الفقيد رحمه الله مرارا، ولم تتركني تلك السيّدة الفاضلة والمحترمة مريم الميزوني وكذلك شرفاء الوزارة وقطاع الإعلام، وحيدًا..
اتصل بي قبل مغادرتي المصحة يُعلمني أن الوزارة ستتكفّل بمصاريف الإقامة والعلاج بالتنسيق مع ودادية الوزارة رافضا دفع عائلتي لأيّ مليم.
غادرت المصحة ومنحني إجازة مطوّلة رغم أن الطبيب المباشر لحالتي حدّد لي إجازة بأسبوعين مع تأكيده على ضرورة انقطاعي النهائي عن التدخين تفاديًا لأيّة مضاعفات لا قدّر الله وحجز لي مقعدا في طائرة الخطوط التونسية الداخلية المتجهة نحو توزر لقضاء فترة النقاهة بين أهلي في قبلي..
أقلعتُ عن التدخين وعُدت إلى عملي بعد أسبوعين ووجدت الرجل ينتظر قدومي ويُوصيني خيرا بصحّتي وأن لا أُجهد نفسي أكثر من اللازم خلال عملنا المتواصل ..
علاقتي به تطوّرت أكثر، كبقية أعضاء الحكومة الذين عمِلتُ معهم بصدقٍ وإخلاص وثقة متبادلة وعددهم 16، بعد مغادرتهم وزارة الشباب والرياضة..
كنّا نلتقي ونتواصل ونتبادل النقاشات حول عدّة مسائل وقضايا ..دعاني إلى منزله في عدّة مناسبات قبل وبعد إبعادي من خطّتي السابقة ظلما وتعييني في غير اختصاصي في برج السدرية ثم بعد خروجي من الوزارة وشجّعني على خوض تجربة مهنية جديدة مؤكدا لي مرارا "أنّ تونس ما تسلّمش في الكفاءات كيفك".
اتصل بي الأسبوع الماضي يدعوني لزيارته في الوزارة واستفسر بالمناسبة عن حالي وأوصاني خيرا بابنتي فاطمة الزهراء وابني عزيز...
كان مُتجاوبا ومتفهّما لدور المستشار الإعلامي في ديوان الوزارة.. كان يعي جيّدا ما له وما عليه.. أخلاقه وتواضعه وجدّيته وتعامله وتواصله مع موظّفي الوزارة ساهموا في تحقيق نقلة نوعية لقطاعي الشباب والرياضة في عهده.. ما استحضره أنّي قدّمت له قبل مغادرته للوزارة بيومين، قائمة تضم أبرز أسماء من تعاملت وتواصلت معهم من الزملاء الصحفيين لشكرهم على تعاونهم وعلى ما بذلوه من جُهدٍ في سبيل الإرتقاء بقطاعي الشباب والرياضة، رحّب الفقيد بالمقترح وقال مُعاتبا لي والعتاب دليل على المحبّة " هذا زميلك إلّي حطيتو على رأس القائمة ديما ينتقد فيّا ..هيّا ميسالش هاني باش نطلبو، عندي ثقة فيك أكيد كان متعاون معاك "
كان أخا وصديقا قبل أن يكون وزيرا .. كان انسانا طيّبا ووطنيا، صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، ومُحبّا للخير وللناس ولعمله، مُخلصا ومُتفانيًا فيه ..
الدنيا فانية وسعدك يا فاعل الخير.. رحمك الله صديقي وأخي سليم شاكر وأسكنك فراديس جنانه ورزق عائلتك الكريمة خاصة زوجتك آمال وفلذات كبدك مريم وهاجر ومحمد علي صبرًا جميلاً..
وإنّا لله وإنّا إاليه راجعون..